شعارات انتخابية: عبارات "لزوم ما لا يلزم" وضربات تحت الزنار
- لبنان
- حزيران 24, 2018
كاد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد السبت في الثاني من تموز الحالي في بيروت يمر بلا أي اثر لهذه المحطة العربية التي كان يفترض ان تشكل حدثاً عربياً بعد طول غياب عن العاصمة اللبنانية.
يبدو ان مطالع السنة الجديدة ستتسم بانطلاقة حامية غير متوقعة في المناورات السياسية والاستعدادات للانتخابات النيابية في لبنان، الامر الذي يثبت انه على رغم التفكك الهائل في واقع السلطة وواقع الانهيار الحاصل فإن جميع القوى السياسية تدرك استحالة الهرب من استحقاق اجراء الانتخابات النيابية.
لم يعد الانهيار الآخذ في التفاقم في لبنان على شتى المستويات وفي كل القطاعات والمنذر باتجاه الأمور نحو ما يقارب المجاعة إنسانياً واجتماعياً، يترك ادنى مجال لتوقعات كلاسيكية تقليدية من نوع التسويات التي تعوّم الحكومة المشلولة او تعيد الانتظام الى الدورة السياسية الطبيعية للمؤسسات الدستورية.
لم يكن ينقص الوضع اللبناني المأزوم الى اقصى الدرجات الممكنة إلا أزمة تصريح وزير الاعلام جورج قرداحي الذي اطلق موقفاً انحيازياً من ازمة اليمن الى جانب الحوثيين في برنامج تلفزيزني على احدى المحطات العربية. وعلى رغم ان التبرير لهذا الموقف انه اطلقه قبل توزيره وانه لا يلزم موقف الحكومة، فإنه ساهم في رفع سقف الازمة من خلال رفض الاعتذار في الحد الادنى. والاشكالية الكبيرة ان الحكومة التي تألفت على خلفية بدء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي واجراء الانتخابات النيابية لم تلملم بعد تداعيات احداث الطيونة ومقاطعة وزراء الثنائي الشيعي الذي يضم حركة “امل “و” حزب الله” لرفضهما التحقيق الذي يجريه المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق بيطار، فمنيت ببث البرنامج الذي تضمن مواقف قرداحي التي فجرت ازمة غير مسبوقة في تاريخ علاقات لبنان مع الدول الخليجية. وتنسحب هذه الاشكالية على كباش حول قانون الانتخابات النيابية في مجلس النواب محوره موعد الانتخابات وهل ستجرى في 27 آذار بتوافق الجميع باستثناء رئيس الجمهورية وتياره اللذين يفضلان اجرائها في ايار المقبل كما مشاركة المغتربين في الانتخابات وعلى اي قاعدة ستحصل هذه المشاركة.
ما هو فحوى الازمة الحكومية الراهنة؟ هل هي مشكلة حقوق المسيحيين او الثلث المعطل او حقائب وزارية، ام هي انتظارات اللحظات الحاسمة لالتفات الادارة الاميركية جدياً الى الاولويات الايرانية؟