شعارات انتخابية: عبارات "لزوم ما لا يلزم" وضربات تحت الزنار
- لبنان
- حزيران 24, 2018
تعميم اليأس بأنَّ تشكيل حكومةٍ بمعايير المنظومة هو فشلٌ لثورة 17 تشرين فيه الكثير من الاستنتاجات السريعة. أمّا الاسترسال في توصيف أنَّ تسويةً كبرى حصلت على حساب ثورة 17 تشرين أيضاً والقِوى المجتمعيّة، أيضاً فيه الكثير من الحتميّات المتسرّعة. القول بأنّ الوقائع الآنية هي مؤشِّر تثبيت الخلل في موازين القِوى فيه الكثير من الاستناد إلى براغماتيّةٍ مُستسلِمة.
فوجئ الوسط السياسي كما الشعبي على نحو كبير صباح السبت في 4 ايلول 2021 بمعلومات صحافية موثوقة كشفت عن تطور مباغت غير محسوب في المسار المأزوم لتأليف الحكومة الجديدة مفاده ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يتجه الى طرح تشكيلة حكومية جديدة من 14 وزيراً معظمهم من الأقطاب السياسيين في البلاد.
بعد سلسلة ازمات معيشية تمثلت بفقدان البنزين والمازوت والخبز، تُوّجت نهاية الأسبوع بمجزرة راح ضحيتها اكثر من 28 قتيلاً و80 جريحاً في بلدة التليل العكارية بسبب التهافت على البنزين بعدما دهم الجيش صهريجاً معدّاً للتهريب الى سوريا.
قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رفع الدعم عن المحروقات اثار تراشقاً سياسياً غير مسبوق، خصوصاً بعد ربطه التراجع عن القرار بإصدار مجلس النواب قانوناً يسمح للمصرف المركزي بالمس بالاحتياطي الالزامي. وانتهى الامر بتوجيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة الى البرلمان “لمناقشة الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي استجدّت بعد قرار الحاكم”، وذلك بعدما دعا عون مجلس الوزراء الى الانعقاد، وهذا ما رفضه رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب.
حكومياً، مشاورات تأليف الحكومة العتيدة الى الثلثاء المقبل وفق ما اعلن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي كشف التوصل الى صيغة مسودة.
وإذ ارتفع منسوب التوتر بين بعبدا وعين التينة على خلفية المواقف من الجلسة النيابية لرفع الحصانات في ما يتعلق بالتحقيقات بانفجار 4 آب، ارجئت الجلسة الى موعد لاحق بسبب عدم اكتمال النصاب.
اقليمياً، الرئيس الإيراني يعيّن أمير عبد اللهيان وزيراً جديداً للخارجية، وهذا الأخير معروف “بصلاته الوثيقة بالحرس الثوري وحزب الله”.
دولياً، حركة طالبان تدخل الى العاصمة الافغانية كابول والرئيس الأفغاني أشرف غني يغادر البلاد.
كشفت مسرحية مأسوية قام بادائها رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل في شأن قرار رفع الدعم عن المحروقات، والذي اتخذه حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، خطورة لعبة داخلية يشكلان واجهتها وترتبط بأبعاد محلية وخارجية ايضاً.
هل ان الغرب بات جاهزاً او مستعداً لدفع ثمن الحكومة ؟ وهل البحث في سبل مقاربة الوضع اللبناني تجنباً للمزيد من الانهيار ومنع سقوطه كلياً في ايدي طهران سيؤتي بثماره؟