شعارات انتخابية: عبارات "لزوم ما لا يلزم" وضربات تحت الزنار
- لبنان
- حزيران 24, 2018
باستثناء ثورة 14 شباط 2005 التي اطاحت بالوصاية السورية والتي تختلف ظروفها السياسية المحلية والخارجية عما يحدث اليوم، لم يشهد لبنان اي ثورة شعبية حقيقية عارمة رغم الظروف الراهنة التي لا تحتمل، ورغم سرقة مدخرات مواطنيه من المصارف، وتجريدهم من ابسط حقوقهم المعيشية، ورميهم في مرتبة ما دون خط الفقر، ودفعهم الى الهجرة، وجعلهم يقفون في صفوف الذل للحصول على ليتر بنزين او رغيف خبز بات سعر كل منهما بعيداً عن امكاناتهم.
فلماذا لا يثور اللبناني اليوم؟
لم يكن غريباً ان ينتقل اهتمام المجتمع الغربي في الآونة الأخيرة من المطالبة بتشكيل حكومة تتولى القيام بالإصلاحات الى التأكيد في شبه إجماع على وجوب اجراء الانتخابات النيابية في موعدها وكأن هذا الاستحقاق الدستوري بات الهدف في بلد تنهشه الأزمات بكل انواعها. فحتى المبادرة الفرنسية تراجعت الى المرتبة الثانية لتركز باريس على اولوية الاستحقاق البرلماني في ايار 2022.
السؤال الابرز الذي رافق الطوابير الطويلة من اللبنانيين التي تمتد على مدى كيلومترات امام محطات المحروقات او امام الافران وان بنسبة اقل هو اين قادة المجتمع المدني من ظواهر تتسم بإذلال اللبنانيين واهانتهم في كرامتهم وحاضرهم وعدم توجيه الدعوة الى هؤلاء الى التمرد على هذا الاذلال باللجوء الى العصيان المدني على سبيل المثال.
مذ تحدث وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان حين زار بيروت أخيراً امام منظمات المجتمع المدني عن ضرورة الاستعداد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة من اجل احداث التغيير في لبنان ، بات موضوع الانتخابات يسابق تأليف الحكومة التي يفترض ان تتألف انقاذاً للبنان من المزيد من الانهيار.
بات الهدوء واستقرار الاوضاع في لبنان استثناء بحيث يعفي دولاً عدة من القلق ويدفعها الى عدم الاهتمام به كما في السابق. فأياً تكن الاسباب والاعتبارات والمصالح التي تقف وراء دعمه وانقاذه سابقاً، فإن مفهوم الدولة الفاشلة لم يعد مفهوماً غريباً عن واقع الدولة في لبنان على خلفية ان كل عام او بضعة اشهر من الاستقرار يقابلها اشهر لا بل سنوات من الصراعات المحلية بامتدادات اقليمية في غالب الاحيان.