شعارات انتخابية: عبارات "لزوم ما لا يلزم" وضربات تحت الزنار
- لبنان
- حزيران 24, 2018
برمشة عين عادت الذاكرة 46 عاماً الى الوراء. وكأن لا سلام حلّ، ولا حياة عادية مرّت، ولا يوميات “طبيعية” قطعت: ازيز رصاص، صوت “بي سفن”، اولاد يصرخون، اهالي يهرعون الى المدارس، اتصالات للإطمئنان على الأحباء والأقارب: اين انت؟ اخرج الآن من بيروت.
تعميم اليأس بأنَّ تشكيل حكومةٍ بمعايير المنظومة هو فشلٌ لثورة 17 تشرين فيه الكثير من الاستنتاجات السريعة. أمّا الاسترسال في توصيف أنَّ تسويةً كبرى حصلت على حساب ثورة 17 تشرين أيضاً والقِوى المجتمعيّة، أيضاً فيه الكثير من الحتميّات المتسرّعة. القول بأنّ الوقائع الآنية هي مؤشِّر تثبيت الخلل في موازين القِوى فيه الكثير من الاستناد إلى براغماتيّةٍ مُستسلِمة.
السؤال الابرز الذي رافق الطوابير الطويلة من اللبنانيين التي تمتد على مدى كيلومترات امام محطات المحروقات او امام الافران وان بنسبة اقل هو اين قادة المجتمع المدني من ظواهر تتسم بإذلال اللبنانيين واهانتهم في كرامتهم وحاضرهم وعدم توجيه الدعوة الى هؤلاء الى التمرد على هذا الاذلال باللجوء الى العصيان المدني على سبيل المثال.
الفصل الاول من الكتاب الذي اصدره الدكتور داود الصايغ عن دار سائر المشرق تحت عنوان ” لبنان الكبير في المئوية الاولى : بيت من دون سياج ” يتحدث فيه عن تطور اللبناني تاريخياً على الصعيد السياسي بمزيج من رواية التاريخ الحديث للبنان ممزوجاً بتجارب دول غربية وعربية على حد سواء. يضفي الدكتور صايغ في قراءته الخاصة لشخصية الفرد اللبناني وما هي صورته ونموذجه تفسيراً معمقاً للواقع السياسي مجتمعياً وفلسفة للتجربة اللبنانية االصعبة والمعقدة.