شعارات انتخابية: عبارات "لزوم ما لا يلزم" وضربات تحت الزنار
- لبنان
- حزيران 24, 2018
ست وسبعون حكومة منذ عهد الاستقلال والعناوين – الوعود نفسها.
اصلاح، محاربة الفساد، وقف الهدر، تقليص العجز في الموازنة، صون القضاء واستقلاليته والحؤول دون التدخلات في عمله، قانون انتخابي يعكس حسن التمثيل، الغاء الطائفية، الكهرباء 24/24… وصولاً الى استجداء المساعدات الخارجية…. وكل بيان وزاري لكل حكومة جديدة يعد بالتنفيذ… الى الحكومة التالية وبيانها الوزاري التالي.
في أوائل ستينيات القرن الماضي، صرّح ريمون إدّه، مع بعض المُبالغة، بأنّ لبنان أصبح دولة بوليسيّة. آنذاك كانت المُخابرات العسكريّة اللّبنانية (المكتب الثاني) المقرّبة من الرئيس فؤاد شهاب تلعب دورًا ناشطًا في السياسة، حيث كانت تمارس ضغوطات على وسائل الإعلام والنخب السياسيّة في البلاد، غالبًا عبر وسائل غير قانونيّة، بهدف تعزيز أجندة الشهابية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكبت الأصوات المعارضة. وبالرغم من انتهاء هذه الحقبة، إلّا أنّ اللبنانيين ما زالوا يُعانون من قمع الحريّات المدنية، خاصّة الحق في حريّة التجمّع وحرية التعبير. تزايدت نسبة القمع في الآونة الأخيرة، وتصاعدت اخيراً بالتزامن مع تفاقم الأزمة الاقتصاديّة وظهور جائحة الكورونا في لبنان. فإنّ السلطة السياسيّة وحلفاءها قي القطاع الخاصّ يستخدمون القضاء والأجهزة الأمنيّة لإسكات الأصوات المُعارضة، سواء عبر الإنترنت أو خارجه، ولقد استفادوا من الانهيار الاقتصادي والمالي، إلى جانب جائحة الكورونا، لكمّ الأفواه.
يكفي الاستماع إلى هتافات المتظاهرين في الشوارع والساحات تنديداً بالسلطة السياسيّة، لتكوين تصوّر واضح عن أن التدهور المنهجي الحاصل في مؤسّسات الدولة وخدماتها العامّة، ساهم، إلى حدّ كبير، بتأجيج موجة الغضب العارِمة في كلّ أنحاء البلاد.