شعارات انتخابية: عبارات "لزوم ما لا يلزم" وضربات تحت الزنار
- لبنان
- حزيران 24, 2018
“الله وحده قادر على مساعدة لبنان للخروج من الأزمة التي هو فيها”.
قالها رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري راسماً صورة الوضع اللبناني القاتم في “يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان” الذي دعا إليه البابا فرنسيس في الفاتيكان، جامعاً تسعة من القادة الروحيين المسيحيين في الأول من تموز 2021.
البابا فرنسيس من جهته، وبلغّة الفاتيكان الدبلوماسية اللبقة لم يوفّر، لا مسؤولاً ولا طرفاً لبنانياً ولا دولة أجنبية مما يحصل. فهل يكون لقاء الفاتيكان فرصة للبنان للعودة الى خريطة الاهتمام الدولي؟
ليس موقف البطريرك الماروني مستجدّاً في تأكيده على موجِب حياد لبنان. إنّها الثوابت الكيانيّة في هذا السياق الوطني المأزوم تستعيد وهجها. الفاتيكان صمَّم على تصويب البوصلة. أوَلَم تحمِل ديبلوماسيّته الصامتة والفاعِلة هَمّ لبنان الرسالة في أصعب الأوقات؟
لم نقرأ في لبنان التاريخ صحّ. لم نقرأ حتى الجغرافيا صحّ. إنقضاض، من ائتمنوا على الدولة، على منطق الدولة يشِي بالعمق بهاتين القراءتَين المغلوطتَين. لم ننتمِ بمعنى المصلحة المشتركة أولاً للعَيش معاً. وبالتالي كسرنا منصّة القِيم المشتركة.
معنى لبنان القديم إنتهى. أنهَته عوامل عدّة. أقلّها الاستقطابات الخارجيّة. أوقحها فقدان المناعة الدّاخليّة. في السابق، إنتصر جبل لبنان للعيش الواحد، وانتصر البطريرك الحويّك للبنان الكبير في زمن كانت الضبابيّة فيه أكثف من زمننا. أفلا يستأهِل اللبنانيّون أن يُعلن لهم قادتهم المفترضون أنّهم اتّعظوا من التاريخ، وهم يفهمون الجغرافيا، ومعنيّون بحماية المشتركات بعد مآسي فيها انتحاريّة؟