شعارات انتخابية: عبارات "لزوم ما لا يلزم" وضربات تحت الزنار
- لبنان
- حزيران 24, 2018
لم تعد الأوساط المراقبة للوضع الداخلي في لبنان تأخذ على أي مجمل جدي أي كلام استعراضي او دعائي يطلقه اركان السلطة والسياسيون في معرض التشديد المزعوم على تشكيل حكومة جديدة اذ ان المعطيات الجدية والواقعية تجمع على تخطي هذا الاستحقاق وعدم القدرة ولا الرغبة ولا الظروف لاستلحاق ولادة حكومة قبل ثلاثة اشهر فقط من نهاية الولاية الدستورية لعهد الرئيس ميشال عون.
قد تكون المفارقة الأكبر من النتائج التي ستسفر عنها الانتخابات النيابية في لبنان ان واقع الانهيار الدراماتيكي الهائل الذي أصاب لبنان منذ ثلاثة أعوام ويستمر في تفاعلاته وتداعياته على مختلف الصعد المالية والاقتصادية والاجتماعية سيفرمل الى حدود بعيدة أي جنوح سياسي يتأتى عن صورة المجلس الجديد اذا تراءى لأي فريق رابح للاكثرية بأن الساحة مفتوحة امامه للسيطرة والهيمنة.
بدأت السلطة على نحو مبكر توظيف اجراء انتخابات المغتربين في اطار الانجازات باعتبار انها تحصل في ظروف انهيار وافلاس للدولة وفي اطار محاولة استعادة ثقة مفقودة لدى اللبنانيين.
المشهد كان سوريالياً مطلع السنة الجديدة على الصعيد السياسي في لبنان. فخلال اسبوع واحد تميز المشهد العام ليس بانهيار متجدد لسعر صرف الليرة في مقابل الدولار الاميركي بحيث ثبت على ارتفاع يتخطى الثلاثين الف ليرة للدولار الواحد فحسب مع كل ما يعني ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية بل بصراع مفتوح بين حلفاء الصف الواحد في السلطة في الدرجة الاولى وبينهم وبين الاخرين.
قبل ايام على وداع سنة 2021 تبدو طلائع السنة الجديدة بالنسبة الى لبنان في منتهى التشاؤم على وقع جملة وقائع لا يعبر عنها الفشل السياسي والانحدار المخيف في ادارة شؤون لبنان من اهل السلطة، بل ايضاً المواقف والتقارير الدولية فيما يأخذ الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس الذي زار لبنان منتصف الشهر الاخير من السنة من اركان السلطة اي رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة “تعهدات” بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها على وقع اعلانه “ان قلبه ينفطر على لبنان”.