شعارات انتخابية: عبارات "لزوم ما لا يلزم" وضربات تحت الزنار
- لبنان
- حزيران 24, 2018
يحِق للشعب اللبنانيّ أن يفرح بهُنيهاتٍ ديموقراطيّة على الرّغم من انعدام توازن مُرعبٍ في موازين القِوى مع مكوّنات منظومةٍ محترِفة في الانقضاض على فِكرة لبنان، وعلى ثقافة الدّولة.
لَم يعُد من مكانٍ لمقارباتٍ صبيانيّة تتآلف مع تلك الخبيثة في الفضاء العام اللبنانيّ. كثيرٌ من اندفاعات التّغيير الصادِقة باتت تحتاج تأطيراً استراتيجيّاً.
في الاسبوع الاخير من السنة ، بدا الاتجاه ظاهرياً نحو الانتخابات النيابية قوياً عبر توقيع كل من وزير الداخلية ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة على اساس اجراء الانتخابات للمقيمين في لبنان في 15 ايار المقبل وللمغتربين في الخارج في 6 ايار او 8 ايار وفقاً ليوم عطلة الدول الذي سيجري فيها الاقتراع. وفيما وجه رئيس الجمهورية دعوة للحوار الداخلي حول الاستراتيجية الدفاعية، وهي الاسم الحركي لسلاح “حزب الله”، فإن الدعوة بدت مفخخة ببند البحث في اللامركزية الادارية والمالية على نحو يخالف الدستور اللبناني.
خارجياً وفيما اوحى استئناف المفاوضات حول النووي قبل الاعياد في رغبة المتفاوضين في الوصول الى اتفاق متجدد، فان الوقائع دحضت هذا الامل . وللسنة الثانية على التوالي، خيم شبح انتشار جائحة كورونا على احتفالات نهاية السنة التي كانت باهتة .
لم يكن غريباً ان يسبق رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل جميع رؤساء الأحزاب والتيارات والساسة اللبنانيين الى الترحيب والحفاوة بانتهاء عملية تسجيل المغتربين اللبنانيين في كل انحاء العالم استعداداً لمشاركتهم في الانتخابات النيابية المقبلة، وذلك وسط حمى الحسابات الانتخابية والسياسية وكذلك أولاً وأخيراً الرئاسية لصهر رئيس الجمهورية.
سواد ما نعيش في لبنان يبعَث على الرّيبة من المقبِل إلينا، ويستثير ربما عند البعض اليأس. لا إمكان لإقناع المرتابين واليائسين بأنَّ تكاملاً ما يقوم بين فظاعة الرّاهن وصيرورة التاريخيّ الواعِد.