احد اوجه الخشية في نفخ حصة التيار العوني وجعل نتيجته متقاربة مع تلك التي حققها حزب القوات اللبنانية هو نقل الصراع في المرحلة المقبلة الى داخل المجتمع المسيحي.
على رغم الترويج لانتخابات نيابية في 15 ايار المقبل في لبنان تعطي ملامح تغيير بحيث تخفف من وطأة قبضة الاحزاب والتيارات السياسية على السلطة وتفرز طبقة سياسية اكثر تجاوباً مع تطلعات الناس، فإن هذه الامال تراجعت بسرعة فيما ان الانظار تتجه الى افق انحداري مخيف بالنسبة الى لبنان.
في الذكرى السابعة عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري لا تعيش الطائفة السنية مأساة غياب الحريرية السياسية ولا سيما بتعليق نجله الرئيس سعد الحريري العمل السياسي، بل يعيش لبنان بأسره مأساة تغييبه في ظل اولاً تدمير البلد وكل ما عمل عليه الحريري الاب من اعمار للبلد بعد الحرب الاهلية من خلال شيطنة مرحلة ثلاثين سنة يتم فيها عمداً تغييب 15 منها من الاحتلال السوري المباشر منذ اقرار اتفاق الطائف في 1990 وحتى اغتيال الحريري في 2005.
يبدو ان مطالع السنة الجديدة ستتسم بانطلاقة حامية غير متوقعة في المناورات السياسية والاستعدادات للانتخابات النيابية في لبنان، الامر الذي يثبت انه على رغم التفكك الهائل في واقع السلطة وواقع الانهيار الحاصل فإن جميع القوى السياسية تدرك استحالة الهرب من استحقاق اجراء الانتخابات النيابية.
سنتان على انتفاضة 17 تشرين الاول 2019 في لبنان بعد اسبوع .
هل بات يمكن تقويم الايجابيات والسلبيات وماذا الذي حققته هذه الانتفاضة التي لم تكتمل فصولها؟