شعارات انتخابية: عبارات "لزوم ما لا يلزم" وضربات تحت الزنار
- حزيران 24, 2018
يذهب غلاة خصوم العهد العوني الى التندر بأن سيد العهد الرئيس العماد ميشال عون لم يبدل نمط سياساته وسلوكياته منذ كان رئيساً للحكومة العسكرية الانتقالية التي جاءت به من عالم العسكر الى عالم السياسة في نهاية عهد الرئيس امين الجميل وحتى الساعة.
المشهد كان سوريالياً مطلع السنة الجديدة على الصعيد السياسي في لبنان. فخلال اسبوع واحد تميز المشهد العام ليس بانهيار متجدد لسعر صرف الليرة في مقابل الدولار الاميركي بحيث ثبت على ارتفاع يتخطى الثلاثين الف ليرة للدولار الواحد فحسب مع كل ما يعني ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية بل بصراع مفتوح بين حلفاء الصف الواحد في السلطة في الدرجة الاولى وبينهم وبين الاخرين.
يدخل لبنان اول أيام السنة الجديدة وكأن لا سنة سابقة انتهت ولا سنة جديدة بدأت نظرا الى الانطباعات الموغلة في القتامة التي تظلل واقعه الرازح تحت انهيار يجرجر ذيوله للسنة الثالثة تواليا ويراكم التداعيات البالغة السلبية والخطورة على واقع اللبنانيين الذين تحولوا الى واحد من افقر الشعوب في العالم.
مع مرور اكثر من سنتين على أزمته الاقتصادية الكارثية، يقترب لبنان اكثر فاكثر من تعميق الانهيار. فمع انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية واقترابها من سقف الثلاثين الفا في مقابل الدولار الواحد، يظهر اهل السلطة عجزهم لا بل افلاسهم السياسي بتصعيد رمي الاتهامات وتسعير الخلافات السياسية والطائفية والتنصل من تبعة الانهيار.
لم يعد الانهيار الآخذ في التفاقم في لبنان على شتى المستويات وفي كل القطاعات والمنذر باتجاه الأمور نحو ما يقارب المجاعة إنسانياً واجتماعياً، يترك ادنى مجال لتوقعات كلاسيكية تقليدية من نوع التسويات التي تعوّم الحكومة المشلولة او تعيد الانتظام الى الدورة السياسية الطبيعية للمؤسسات الدستورية.