شعارات انتخابية: عبارات "لزوم ما لا يلزم" وضربات تحت الزنار
- حزيران 24, 2018
مع الاقتناع الذي توصل اليه الخارج الذي لا يزال يهتم بلبنان، وهو ليس كبيراً، بأن الانتخابات النيابية المرتقبة في 15 ايار المقبل لن تحمل التغيير المطلوب الذي تطلعت اليه نتيجة لانتفاضة 17 تشرين الاول 2019 وما عبرت عنه من رغبة قوية بقلب الطبقة السياسية نتيجة اعتبارات متعددة ليس اقلها القانون الانتخابي الذي يخدم هذه الطبقة، يتم التطلع الى الانتخابات الرئاسية كباب لتغيير ما.
حين تحدث رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في 22 شباط الماضي عن خطة التعافي المرتقب ان تطرحها حكومته كبرنامج سيصار الى الاتفاق حوله من اجل تأمين امداد لبنان من الصندوق بـ 3 مليارات دولار على مدى اربع سنوات، لم يكن يتوقع ان يكون اقرارها سهلا وقال آنذاك ” انها عملية كاميكاز نقوم بها اي انها عملية انتحارية .”
ثلاثة أسابيع فقط تفصل عن موعد الانتخابات النيابية في لبنان وسط تضارب كبير في التقديرات التي تتصل بالمشهد السياسي الذي ستفضي اليه باعتبارها الانتخابات الأولى التي تجري عقب الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي غير المسبوق في تاريخ لبنان القديم والحديث.
تسابق حكومة الرئيس نجيب ميقاتي العد العكسي المتسارع لفترة الأسابيع الأربعة الأخيرة التي تفصل عن موعد الانتخابات النيابية في 15 أيار بالسعي الى إقرار رزمة مشاريع قوانين يفرضها الاتفاق الأولي الذي عقدته الحكومة مع صندوق النقد الدولي والتي تشكل ممراً اجبارياً للشروع في تنفيذ الاتفاق الذي يحصل لبنان بموجبه على قرض بثلاثة مليارات دولار على أربعة أعوام .
باستثناء ثورة 14 شباط 2005 التي اطاحت بالوصاية السورية والتي تختلف ظروفها السياسية المحلية والخارجية عما يحدث اليوم، لم يشهد لبنان اي ثورة شعبية حقيقية عارمة رغم الظروف الراهنة التي لا تحتمل، ورغم سرقة مدخرات مواطنيه من المصارف، وتجريدهم من ابسط حقوقهم المعيشية، ورميهم في مرتبة ما دون خط الفقر، ودفعهم الى الهجرة، وجعلهم يقفون في صفوف الذل للحصول على ليتر بنزين او رغيف خبز بات سعر كل منهما بعيداً عن امكاناتهم.
فلماذا لا يثور اللبناني اليوم؟