العنف السياسي في لبنان بين "مكافحة الإرهاب" و"منع التطرّف العنيف"
- الإرهاب
- نيسان 5, 2019
ابعاد عدة، خارجية وداخلية، لقتل زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو ابراهيم القرشي في عملية انزال اميركية في ادلب في سوريا. فإدارة الرئيس جو بايدن اظهرت “اسنانها” في عز احتدام التوتر مع روسيا على خلفية موضوع اوكرانيا وفي عز المفاوضات مع ايران في فيينا من اجل العودة الى العمل بالاتفاق النووي.
عشية إحياء الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) في العام 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك والذي يصادف احياؤه بعد ايام من انهاء الولايات المتحدة الاميركية وجودها العسكري في افغانستان في انسحاب فوضوي كارثي بالنسبة الى هيبة اميركا، فجر رئيس لجنة التحقيق في الهجمات توماس كين قنبلة من خلال اعلانه إنه وجد المزيد من المعلومات حول تورط إيران المحتمل في الهجمات أكثر من السعودية.
مهما كانت الشرارة التي تطلق العمليات الارهابية، ولا سيما منها ذات الطابع الديني الأصولي، فإن خطر الموت موجود اينما كان، اكان في النظام الغربي الذي لم يتأقلم معه الأجانب، ام في “الغيتّو” الانعزالي الذي ينشأ على الفقر والبطالة، ام في الديمقراطية والحرية المفرطة التي تنتفي فيها المراقبة الحثيثة على مدارس ومراكز نشر الفكر المتطرف، ام في الشعور بالنبذ الذي يتعمم بفعل الاسلاموفوبيا، ام في المنظمات الاصولية التي تستغل الاوضاع المعيشية والاجتماعية القاسية لتنشر “ذئابها المنفردة” او خلاياها الارهابية لإطلاقها متى تريد.
عادت فرنسا إيمانويل ماكرون إلى مربَّع الإسلاموفوبيا. أرغمتها على ذلك الجريمة البشِعة التي قضى فيها المدرِّس صامويل باتي مقطوع الرأس. ليس سهلاً وفي أقلّ من عامَين تلاقي القمصان الصفر والنّقاش في التعدّديّة على هزِّ بُنية المجتمع الفرنسي. العدالة الاجتماعيّة بما هي المؤسِّسة في كينونة حقوق الإنسان، وحريّة المعتقد مقرونة بحريّة الضمير بما هي المؤسِّسة في انوجاد الحريّة الدينيّة حتى حدود الإلحاد، كِلاهما في ارتجاجٍ ثقافيّ / جيو-سياسيّ. المأزِق يكمن في إمكانيّة استنهاضٍ متجدِّد لليمين الشعبويّ المتطرِّف في كلّ أوروبا إنطلاقاً من فرنسا.
ليس قليلا ان يستمر يعود الارهاب للتعبير عن نفسه من فرنسا وذلك إثر قطع رأس أستاذ تاريخ عرض في الآونة الأخيرة رسوماً كاريكاتوريّة للنبي محمد في حصّة دراسيّة حول حرّية التعبير، في كونفلان سان أونورين قرب باريس.