إيران التاريخيّة متى تستعيد الأفَق؟
- نيسان 5, 2019
مواعيد وتواريخ كثيرة يضعها اكثر من محلل للتكهن بما سيؤول اليه الوضع اللبناني، في ظل تطورات منطقة الشرق الاوسط المتسارعة. من مفاوضات فيينا المتعلقة بالملف النووي الايراني، الى الانفتاح الخليجي على ايران، ولا سيما المحادثات السعودية- الايرانية، فتطورات العراق واليمن وسوريا.
هل هي حقيقة حاصلة، هل الوضع اللبناني مرتبط بها بشكل وثيق وهو يقف على عتبة انتخابات نيابية ورئاسية مرتقبة؟
سفير لبنان السابق في واشنطن د. رياض طبارة يقرأ لموقع beirutinsights ما وراء هذه الأحداث الاقليمية والدولية ومدى تأثيرها على لبنان.
خسرت إيران العام الماضي ، الى جانب دول اخرى كفنزويلا والسودان ودول اخرى، حقها في التصويت بسبب الديون المستحقة عليها في الامم المتحدة . اذ كشف الامين العام للمنظمة الدولية انطونيو غوتيريس ان على ايران ان تدفع ما يزيد على 18 مليون دولار لاستعادتها حق التصويت فيما اعلنت طهران ” إنها لا تستطيع الوفاء بالحد الأدنى المطلوب لتسديد ديونها في الأمم المتحدة بسبب العقوبات الاقتصادية والمالية التي تفرضها واشنطن”.
فاجأ كثر الاعلان عن استئناف المفاوضات بين الدول الغربية وايران في فيينا يوم الاثنين في 27 كانون الاول فيما ان المواقف وفق ما انتهت اليه في آخر جولة من المفاوضات التي استؤنفت بعد اشهر من التوقف لم توح بأن الامر ممكن قبل نهاية السنة.
ثلاثة اعوام ونيّف مرّت على الغاء الاتفاق النووي بشكل احادي من قبل الولايات المتحدة قبل ان تقرر ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن استئناف المفاوضات مجدداً مع ايران بهدف التوصل الى اتفاق جديد.
ظروف الاتفاق الاساسي تبدلّت، الادارتان الاميركية والايرانية تبدلّتا، العقوبات الاقتصادية والمالية والنفطية على طهران باتت أقسى.
كل طرف يصعّد اللهجة بهدف تحسين شروط التفاوض. فهل تنجح هذه المرة مجموعة دول 5+1، اي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) اضافة الى المانيا، بعدما انهار اتفاق 14 تموز 2015 بفعل انسحاب دونالد ترامب في ايار 2018. وهل تثمر مفاوضات فيينا انعكاساً ايجابياً على الساحة الاقليمية بأمنها الهش؟
لم يعد يقتصر فقدان الصبر ازاء مراوحة ايران في العودة الى طاولة المفاوضات في فيينا من اجل العودة الى العمل بالاتفاق النووي، على الولايات المتحدة التي كرر كبار المسؤولين فيها تحذيرهم من انهيار المفاوضات وتالياً من احتمال اللجوء الى خيارات اخرى للتعاطي مع ايران، بل طاول الاستياء روسيا ايضاً .