لعنة الاكراد في لعبة الكبار
- الشرق الأوسط
- كانون الثاني 4, 2019
هل ان ايران كانت لتنجو من العقوبات المتزايدة اوروبياً واميركياً عليها بسبب اساسي يتعلق بالقمع العنيف للاحتجاجات الشعبية المتواصلة في مدنها منذ اكثر من عشرة اسابيع لولا انها لم تدخل الحرب الروسية على اوكرانيا ومدّها بالمسيّرات القاتلة التي تجعلها تتوازى ومدّ الدول الغربية اوكرانيا بالأسلحة لصدّ روسيا؟
باستثناء الاحاديث عن اللاجئين السوريين ومحاولات دول الجوار السوري لإعادتهم، ان كان من جانب تركيا لحاجة الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان الاعداد لحملته الرئاسية المقبلة، وان من جانب لبنان بسبب العبء الذي بات يشكله اللاجئون على وضعه الاقتصادي، او القصف لحافلة ايرانية على الحدود السورية العراقية او انتشار الكوليرا من سوريا الى لبنان، لا تقع سوريا في دائرة الضوء بل اصبحت الحرب السورية شبه منسية.
في الوقت الذي كان ينتظر الاعلان عن المضي في مفاوضات العودة الى العمل بخطة العمل المشتركة او هو ما معروف بالاتفاق النووي مع ايران او نسفه كلياً – وهو امر لا يبدو ان اياً من الدول في وارد التجرؤ على ذلك لانه يفتح افاقاً لتصعيد لا قبل لاحد بتحمله – باتت ايران وجهة لعقوبات غربية جديدة.
متسلحاً بـ 64 مقعداً، عاد رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق، رئيس الليكود بنيامين نتنياهو الى الساحة السياسية طارحاً أكثر من علامة استفهام حيال حكومة يمينية متطرفة مرتقبة ستنضم الى لائحة الحكومات المماثلة في العالم التي تؤشر كلها الى انتشار شبه كاسح لليمين المتطرف في أكثر من قارة… فلماذا عودة هذه النزعة المتطرفة في دول دخلت عالم الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي من الباب العريض؟
بدأت تتخذ الاحتجاجات المستمرة في ايران لأكثر من ثلاثة اسابيع منحى مختلفاً عن تلك التي عمت ايران في 2009 ضد تزوير الانتخابات والاخرى في 2017 و2019 لمطالب اجتماعية واقتصادية.