عقوبات واشنطن: الكرة في ملعب اللبنانيين
- ما وراء الحدث
- آب 31, 2019
بطلب السويد وفنلندا رسمياً الانضمام الى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، تخلت الدولتان عن حيادهما وعدم انحيازهما، فاهتزت خريطة اوروبا مجدداً بعد الحرب الروسية على اوكرانيا، وباتت التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات في ظل تأكيد موسكو ان “ردها سيكون مفاجئاً” كما اعلان انقرة – العضو في الناتو- معارضتها المشروطة لانضمام الدولتين الاوروبيتين الى الحلف بحجة ان “الدول الإسكندنافية دار ضيافة لمنظمات إرهابية”، كما قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
فهل التهديد الروسي جدّي، وما الذي سيحصل؟
سفير لبنان السابق في واشنطن د. رياض طبارة يقرأ المرحلة المقبلة لموقع beirutinsights انطلاقاً من خبرته الدبلوماسية العميقة.
انها “فتنة الروبل” التي تهدد وحدة الاتحاد الاوروبي.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن ربط توريد الغاز الروسي الى ما وصفه بالدول “غير الصديقة” بالعملة الروسية بدلاً من اليورو والدولار، وهما العملتان اللتان يجب تسديد بهما ثمن الطاقة الروسية وفق العقود الموقعة بين شركة “غازبروم” ومن ورائها موسكو، والدول المستفيدة.
القرار الروسي جاء رداً على العقوبات الغربية بحق موسكو اثر غزوها اوكرانيا، ومن بينها فصل المصارف الروسية عن نظام “سويفت” المالي العالمي.
لماذا؟ وبماذا تستفيد روسيا؟
باستثناء ثورة 14 شباط 2005 التي اطاحت بالوصاية السورية والتي تختلف ظروفها السياسية المحلية والخارجية عما يحدث اليوم، لم يشهد لبنان اي ثورة شعبية حقيقية عارمة رغم الظروف الراهنة التي لا تحتمل، ورغم سرقة مدخرات مواطنيه من المصارف، وتجريدهم من ابسط حقوقهم المعيشية، ورميهم في مرتبة ما دون خط الفقر، ودفعهم الى الهجرة، وجعلهم يقفون في صفوف الذل للحصول على ليتر بنزين او رغيف خبز بات سعر كل منهما بعيداً عن امكاناتهم.
فلماذا لا يثور اللبناني اليوم؟
بمفهوم “الصعود السلمي” واجهت الصين “الأحادية القطبية” التي كرّست الولايات المتحدة الأميركية قوة وحيدة عظمى في العالم في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي العام 1991.
حيّدت نفسها بواسطة دبلوماسيتها عن كل صراعات العالم، من حرب الخليج بين عامي 1990 و1991 وحرب يوغسلافيا العام 1999، فحرب أفغانستان العام 2001 وثم العراق العام 2003. بنت علاقات وطيدة اقتصادية وتجارية مع روسيا لمواجهة اي عقوبات اميركية عليها، وبات اقتصادها ثاني اكبر اقتصاد في العالم، بحيث تكرسّت قوى كبرى الى جانب القوتين الروسية والاميركية الى حد وصفها من قبل بعض المفكّرين بأنها “الخطر الأصفر” رغم حرصها على البروز بأنها لا تهدد اي قوة عظمى… الا ان الحرب الروسية على اوكرانيا اتت لتهزّ كل اسس سياستها السابقة.
فهل تكون بكين الخاسر الأكبر من حرب موسكو- كييف؟ ام انها ستشكل مع واشنطن “ثنائية قطبية” من نوع جديد؟