عقوبات واشنطن: الكرة في ملعب اللبنانيين
- لبنان, ما وراء الحدث
- آب 31, 2019
في أوائل ستينيات القرن الماضي، صرّح ريمون إدّه، مع بعض المُبالغة، بأنّ لبنان أصبح دولة بوليسيّة. آنذاك كانت المُخابرات العسكريّة اللّبنانية (المكتب الثاني) المقرّبة من الرئيس فؤاد شهاب تلعب دورًا ناشطًا في السياسة، حيث كانت تمارس ضغوطات على وسائل الإعلام والنخب السياسيّة في البلاد، غالبًا عبر وسائل غير قانونيّة، بهدف تعزيز أجندة الشهابية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكبت الأصوات المعارضة. وبالرغم من انتهاء هذه الحقبة، إلّا أنّ اللبنانيين ما زالوا يُعانون من قمع الحريّات المدنية، خاصّة الحق في حريّة التجمّع وحرية التعبير. تزايدت نسبة القمع في الآونة الأخيرة، وتصاعدت اخيراً بالتزامن مع تفاقم الأزمة الاقتصاديّة وظهور جائحة الكورونا في لبنان. فإنّ السلطة السياسيّة وحلفاءها قي القطاع الخاصّ يستخدمون القضاء والأجهزة الأمنيّة لإسكات الأصوات المُعارضة، سواء عبر الإنترنت أو خارجه، ولقد استفادوا من الانهيار الاقتصادي والمالي، إلى جانب جائحة الكورونا، لكمّ الأفواه.
المزيدلا تقتصِر المَخاطر الناتجة عن انتشار وباء كورونا في مختلف أنحاء العالم على التهديد الصحّي والانهيار الاقتصادي فَحَسب، بل إنّ إرهاب الجَماعات المُتطرّفة العنيفة هو أبعد ما يكون عن الخمود، خصوصًا في دول الاتحاد الأوروبي.
المزيدأقــرّت الحكومــة اللبنانيــة فــي اجتماعها في 30 نيســان خطة “التعافي المالــي”، وتبع ذلك اجتماع بعــد أيام في المقرّ الرئاسي في بعبدا مع رؤساء كتل نيابية لعرضها ومناقشتها. والخطة تحملُ مسمَّيات مختلفة فهي تارة برنامج للتعافي المالــي وطــوراً خطــة إصلاحيــة وإنقاذية وأحيانًــا اقتصادية. لكن بعيدًا عن التســميات وعن بعض الاختلافــات في الارقام بين النســخة الاصلية باللغة الانكليزية وتلك المترجمة للعربية، تحتوي الخطة على تدقيق دفتري للخســائر المالية الحاصلة في لبنان منذ عقود، وهذا التشخيص هو الاول من نوعه منذ تدهور الوضع النقدي والمالي.
المزيدبينما نكتب مقالة الرأي هذه ونحن محجورون في منازلنا، تستمرّ الأخبار حول وباء كوفيد-١٩ بالتدفّق، بحيث أصاب الوباء حوالي اربعة ملايين شخص حول العالم حتّى الآن. وكما اصبح معلوماً، ستنعكس تدابير الإغلاق خلال فترة الحجر على الاقتصاد العالمي والتي ستكون تداعياتها ونتائجها غير مسبوقة، ولا سيّما بعدما تعطلّت حركة نقل السلع والأشخاص، وضُرِبت قطاعات عديدة من ضمنها النقل والخدمات والتجارة، والسياحة وغيرها. كما ألحق هذا الوباء، او بالأحرى طريقة مقاربته ومحاربته، أضراراً جسيمة بنظم التعاون الدولي والاقليمي مما يستوجب إعادة النظر في سبب وجودها وطريقة عملها.
المزيد